(تنبيهٌ مُتقدِم)⚠️

في صحراء قاحلة..

شيخ يحاول جاهدًا تثبيت وتد خيمته بيده المجعدة..

وراع ممسك بخطام ناقته يقاوم مواجهة الريح، وكأنه يتنفس من عنق زجاجة..

أمٌ تتذرى عند غنيماتها تناجي ربها قد أهمّها حال أطفالها.. 

خيام تتطاير..

طفلة قد شهب لون شعرها..

طفل قد اختلطت دمعاته على وجنتيه الرقيقة بآثار من الأتربة.. 

وقافلة تجارية ضلت طريقها..

تمضي الساعة والساعتين والرؤية شبه معدومة.. بل ربما يمضي يومهم هكذا! 

تهدأ العاصفة.. 

تصل القافلة لوجهتها بعد عناء ونصب..

وتعود الأم جالبة أغنامها ناقصة العدد..

يتأمل الشيخ خيامه فإذا هي بلا وتد..

يتفقد بعضهم البعض.. 

تحتضن الأم طفلتها.. 

وتمسح دمعة طفلها..

تحمد الله على نجاتهم، ونجاتها..

تشرق شمس الصباح:)🌤

فتعود المياه لمجاريها.. 

الشيخ انتهى من إصلاح خيمته، الأم تخبز، والطفل يلهو..

وهكذا الحال يجري في أغلب أيامهم..

وفي المقابل: 

بينما أنت تسير في مركبتك، أو تحتسي القهوة مع عائلتك.. أوتمارس رياضتك.. تصلك رسالة من الأرصاد مفادها: تنبيه متقدم: أتربة مثارة تبدأ من يوم الجمعة على منطقة الرياض والله أعلم... ينبغي التنبه وأخذ احتياطات السلامة، والحرص على عدم الخروج.

فتأخذ بهذه الوصية، وترتدي كمامتك، وتقفل النوافذ، وتبدأ بتشغيل منقي الهواء.. ووو

قد يضيق التنفس فتذهب لأقرب مستشفى وتأخذ جرعة أوكسجين بكل يسر تعينك على مواصلة سير يومك بعد الله..

 وهكذا تسير أغلب أمورنا على ما يرام.. 

بل ربما أحدهم لا يدري بما يجري في الخارج من تقلبات جوية:)

يا رفاق: لطف الله يغمرنا في كل لحظة! ومن الغفلة أن يعتاد العبد على دوام النِعم، فينسى شكر المُنعم..

والموفق صدقًا هو من يستشعر هذه الألطاف فيكثر من الحمد..

فقد قيل: "إدراك النِعم، نِعمة".

جعلني الله وإياكم من الشاكرين.

تمت.